فورد أحدث شركة سيارات عالمية تعاني في الهند

فورد أحدث شركة سيارات عالمية تعاني في الهند

مصنع شركة فورد في مدينة شيناي الهندية.

كلير بوشي من شيكاغو وبنجامين باركين من نيودلهي

بعد نحو 30 عاما أوجدت خلالها موطئ قدم يدل على وجودها القوي، تواجه فورد وقتا عصيبا في الهند، الدولة التي أحبطت باستمرار طموحات شركات صناعة السيارات العالمية.قال لين أنتيباس تايسون، المدير التنفيذي لعلاقات المستثمرين في شركة فورد، في مؤتمر للمستثمرين هذا الأسبوع: "نحن نقيم بصمتنا في الهند". أضاف: "نريد التأكد من أننا نخصص رأس المال للفرص المربحة".استثمار فورد في البلاد على مدى ثلاثة عقود، الذي تضمن جهودا منسقة من قبل الرئيس التنفيذي السابق ألان مولالي، ترك للشركة نسبة 2 في المائة فقط من السوق الهندية.أعلنت الشركة في وقت سابق أنها "تجري تقييما نشطا" لعملياتها هناك بعد أن تم إلغاء مشروع مشترك مخطط له مع مايندرا آند ماهيندرا Mahindra & Mahindra في 31 كانون الأول (ديسمبر)، بعد عام من الإعلان عنه.يجب على فورد أن تقرر الآن ما إذا كانت ستضخ مزيدا من الأموال في فرعها في الهند، أو تبدأ في تصنيع السيارات فقط للتصدير، أو الانسحاب من البلاد بالكامل. اتخذت فورد هذا الطريق قبل شهرين في البرازيل.قال مايك رامزي، محلل في جارتنر: "الهند كانت المشكلة الصعبة للغاية التي يستحيل حلها بالنسبة لصناعة السيارات. لست متأكدا من أن (فورد) فعلت أي شيء كارثي. إنهم مجرد شركة أخرى فوق كومة من الشركات التي لا تستطيع تحديد الطريقة الصحيحة للبيع في هذه السوق".تنجذب شركات صناعة السيارات العالمية إلى حجم السوق الهندية - خامس أكبر سوق في العالم من حيث الحجم. من المتوقع أن تتجاوز الهند اليابان لتحتل المركز الثالث خلال العقد المقبل، وفقا لشركة الاستشارات إل إم سي أوتوموتيف، مع نمو اقتصادها وارتفاع الدخل.لكن معظم شركات صناعة السيارات الأجنبية كافحت لتسعير سياراتها بسعر منخفض بما يكفي لجذب النخب الحضرية في الهند. في الوقت نفسه، الضرائب المرتفعة التي يمكن أن تضيف ما يصل إلى نحو نصف قيمة السيارة، تأكل من أرباحها.الشركات المنافسة مثل تويوتا وهوندا ورينو تقدم أداء أفضل قليلا من فورد بحصة سوقية تبلغ 3 في المائة لكل منها. ويلجأ نحو نصف مشتري السيارات الهنود إلى شركة ماروتي سوزوكي، وهي شركة هندية عمرها 40 عاما تابعة لشركة صناعة السيارات اليابانية، التي تهيمن على السوق بمركبات ذات كفاءة وبسعر منخفض.قال عمار ماستر، محلل إل إم سي، إن مجموعات السيارات بشكل عام حاولت أن تبيع في الهند منتجات مطورة لأسواق أخرى. فقد استثمرت أكثر في أسواق مثل الصين، وباعت عددا قليلا جدا من الموديلات في الهند دون أن تدخل عليها تحديثات كثيرة.منذ نحو عقد من الزمان، ركزت فورد لبضعة أعوام على الهند. قال رامزي إن الهند أصبحت أولوية بعد أن كافحت الشركة لتمييز نفسها عن المنافسين في سوق صينية مزدحمة.كان ذلك أحد مكونات خطة مولالي لنقل فورد إلى مبيعات تصل إلى ثمانية ملايين سيارة على مستوى العالم، بالتالي استثمرت الشركة 500 مليون دولار لمضاعفة الطاقة الإنتاجية في مصنعها في تشيناي لتصنيع فورد فيجو، وهي سيارة صالون صغيرة.قال مولالي في 2009 عند إطلاق فيجو في نيودلهي: "نحن ندخل البقعة الحلوة في السوق الهندية. هذا أمر له أهمية كبيرة بالنسبة لأعمالنا في الهند".لكن المبيعات لم تتحقق، ما اضطر الشركة إلى التحول نحو تصنيع مركبات للتصدير في 2013. قال مارك فيلدز، خليفة مولالي، في 2016 إن الشركة تعيد تقييم عملياتها في الهند، وهو حساب استمر في عهد جيم هاكيت في 2017، وانتقل الآن إلى الرئيس الجديد جيم فارلي.خسر فرع فورد في الهند 23 مليون دولار في 2020، وهي خسارة أقل من 804 ملايين دولار في 2019. قال ماستر إن "استراتيجية الشركة المتمثلة في التركيز في الغالب على منتج واحد في كل مرة – منتج ناجح قوي، إذا صح التعبير – في الهند هي تكرار للنهج الذي تتبعه شركات تصنيع السيارات العالمية الأخرى"."من دون تدفق مستمر من السيارات الجديدة لإثارة حماس المشترين الهنود، من الصعب الفوز على زعيمة السوق الراسخة ماروتي سوزوكي وحشدها من المشترين المخلصين بشدة".قال ريشاب شيث، صاحب وكالة في مومباي كانت تبيع سيارات فورد، إن الشركة واجهت تحديات بما في ذلك دورات المنتجات البطيئة والصيانة الباهظة والكفاءة المحدودة في استهلاك الوقود. كل هذا قلل من جاذبيتها لدى المستهلكين الهنود المهتمين بالقيمة.أضاف: "كانت السيارات رائعة للقيادة، لكن لم يكن هناك سوى جمهور محدد كان هذا ينال إعجابه. كان الناس يبحثون عن سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، سيارات مريحة وسهلة الصيانة".اعتاد سونيل دوت على قيادة سيارة فورد في وظيفته السابقة سائقا في منظمة دولية غير ربحية. لكنه جادل بأنه لا يوجد منافسون مثل ماروتي سوزوكي أو هيونداي. وهو شخصيا يمتلك مركبتين من ماروتي سوزوكي.قال إن فورد "سيارة جيدة"، لكن ماروتي ستفوز في أي يوم. "أولا، هي علامة تجارية (محلية). ثانيا، هي مريحة، ومصممة للطرق الهندية. وثالثا، الصيانة متوافرة" من ميكانيكيين محليين.تخلت شركات تصنيع السيارات الأخرى عن البلاد عندما فشلت في زيادة حصتها في السوق.استسلمت شركة جنرال موتورز في 2017، وفي العام الماضي أعلنت شركة تصنيع الدراجات النارية هارلي دافيدسون، أكبر شركة لصناعة الدراجات ذات العجلتين في العالم، أنها ستغادر أيضا البلاد، بعد أن كافحت للتنافس مع العلامات التجارية المحلية القديمة مثل رويال إنفيلد.إم بي شيام، صاحب وكالة فورد في جنوب الهند الذي يعمل مع الشركة منذ 1996، أعرب عن اعتقاده بأن الشركة ملتزمة بالهند على المدى الطويل.قال: "مثل كل شركة، هي تشهد بعض الدورات الجيدة والدورات السيئة. هم ليسوا شركة أمريكية أنموذجية حيث يأتون ويقولون ’مرحبا، الأمور لا تسير على ما يرام، لذا سنخرج‘".لكن محللين يقولون إن هذا هو أحد الخيارات التي لا بد أن فورد تنظر فيه، حتى لو قررت العودة إلى البلاد لاحقا.تتوقع إل إم سي، بناء على توقعات الإنتاج الحالية لشركة فورد، أن تستخدم الشركة 20 في المائة فقط من طاقتها الإنتاجية، التي يمكنها إنتاج 440 ألف سيارة في العام. السعة غير المستغلة عائق كبير في الأرباح في صناعة السيارات. قال ماستر: "لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة في الهند بهذه الأحجام".تعرضت إمكانات الهند كسوق للنمو لضربة أعمق في 2019 عندما دخلت سوق السيارات في أعمق تباطؤ لها منذ عقود، مدفوعة بكل شيء بدءا من التباطؤ الاقتصادي الأوسع إلى انفجار تطبيقاتالسيارات.وفقا لبونييت جوبتا، المحلل في أي إتش إس ماركيت، هذا إلى جانب التغييرات طويلة الأمد مثل ظهور السيارات الكهربائية، دفع الكثيرين إلى إعادة التفكير في نهجهم في البلاد.قال: "ليست فورد فقط هي التي تعيد النظر في استراتيجيتها في الهند. كل (شركة لصناعة السيارات) اليوم تعيد النظر في استراتيجيتها الخاصة بالهند. العقدان المقبلان سيكونان مختلفين عن العقدين الماضيين".

إنشرها

أضف تعليق

فورد أحدث شركة سيارات عالمية تعاني في الهند